ملتقى الأمن السيبراني في الجزائر
الرهانات والتحديات والإستراتيجية
شكل موضوع الأمن السيبراني ورهانات الأمن الشامل في الجزائر مرتكز مداخلات ونقاشات الخبراء والمختصين في الملتقى الوطني حول الأمن السيبراني في الجزائر الذي نظمه يومي 12 و13 ماي 2024 مخبر التنمية الاجتماعية وخدمة المجتمع لكلية العلوم الاجتماعية والانسانية بجامعة الشهيد حمه لخضر.
أهداف ومحاور الملتقى
استهدف الملتقى-حسب منظميه- نشر الوعي بأهمية الأمن القومي من الاستخدام غير الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي، وتنظيم ورشات تكوينية لطلبة الدكتوراه في المسائل التقنية وبرامج الأمن السيبراني وكذا التعرف على تجارب الدول في محاربة الاستخدام غير القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد ناقش الملتقون من خلال مداخلاتهم عدة محاور أساسية منها هندسة الأمن السيبراني، جهود الجزائر في مواجهة تهديدات الأمن السيبراني السياسي والقانوني وكذلك ثقافة الأمن السيبراني ومكونات المجتمع المدني ومعوقات وتحديات الأمن السيبراني. وقد تم تقديم أزيد من 30 مداخلة طيلة أشغال الملتقى تطرق فيها الملتقون إلى موضوع الأمن السيبراني ومجتمع الرقمنة والسياسيات الأمنية السيبرانية والجرائم الالكترونية وشبكات التواصل ودور الدولة والمجتمع المدني وأمن الشبكات وقواعد البيانات والتعاون الدولي في مكافحة الجريمة الالكترونية وغيرها. وقد توصل الملتقون إلى عدة خلاصات ومخرجات
مفهوم الأمن السيبراني
الأمن السيبراني هو ممارسة حماية أجهزة الكمبيوتر والشبكات وتطبيقات البرامج والأنظمة الهامة والبيانات من التهديدات الرقمية المحتملة. وتتحمل المؤسسات مسؤولية تأمين البيانات للحفاظ على ثقة العملاء والامتثال للمتطلبات التنظيمية. فهي تعتمد تدابير وأدوات الأمن السيبراني من أجل حماية البيانات الحساسة من الوصول غير المصرّح به، وكذلك منع أي انقطاع للعمليات التجارية بسبب نشاط الشبكة غير المرغوب فيه. تطبّق المؤسسات الأمن السيبراني من خلال تبسيط الدفاع الرقمي بين الأفراد والعمليات والتقنيات.
أهمية الأمن السيبراني
تستخدم المؤسسات والشركات في مختلف القطاعات، مثل الطاقة والأمن والدفاع والنقل والتجارة والتصنيع، الأنظمة الرقمية والاتصالات عالي السرعة لتوفير خدمة عملاء فعّالة وإجراء عمليات اتصالية ميسورة التكلفة. مثلما تؤمّن هذه المؤسسات أصولها المادية، عليها أيضًا تأمين أصولها الرقمية وحماية أنظمتها من أي وصول غير مقصود. إنّ حدث الاختراق والحصول على وصول غير مصرّح به إلى نظام كمبيوتر أو شبكة أو منشآت متصلة يُسمّى هجومًا سيبرانيًا يؤدي في حالة نجاحه إلى الكشف عن البيانات السرية أو سرقتها أو حذفها أو تغييرها.
دور الأمن السيبراني في المنظومة الأمنية المعاصرة
أصبح الأمن المعلوماتي السيبراني ركن أساسي ضمن المنظومة الأمنية المعاصرة، والتي يجب على الدفاع الوطني من خلال أجهزته كالدرك الوطني الجزائري باعتباره مسؤول أمني داخلي تحقيقه في ظل تنامي الجريمة الرقمية، وكذا نظرللاستغلال المتنامي للشبكات الالكترونية لأهداف إجرامية، والتي تؤثر سلباً على سلامة البنى التحتية للمعلومات
رهانات وتحديات الأمن السيبراني في الجزائر
أكد رئيس الملتقى البروفيسور ضيف الأزهر بأن طرح موضوع الأمن السيبراني في ملتقى أكاديمي يستهدف تعميق الفهم وحلحلة موضوع الأمن السيبراني الذي يعتبر الأشد حساسية وخطورة وطنيا ودوليا لما له من انعكاسات قد تكون سلبية أو إيجابية على أمن الدول والشعوب بينها الجزائر. واعتبر أن قضية الأمن السيبراني قضية إستراتيجية نظرا للتهديدات والرهانات والتحديات التي تواجهها بلادنا وتقتضي تصدي الدولة وكل الهيئات والمنظمات المدنية والسياسية وتفعيل الدور العلمي الأكاديمي والتكنولوجي للجامعة في مواجهة المخاطر السيبرانية وتحدياتها مع الحرص على التكيف مع التحولات السريعة للفضاء السيبراني وتوفير الحلول اللازمة الاستباقية والعلاجية الكفيلة بحماية رصيدنا المعلوماتي.
نحو إستراتيجية وطنية للتصدي للمخاطر السيبرانية
المفتش العام لولاية الوادي شدّد على ضرورة تطوير إستراتيجية وطنية متكاملة في المجال الرقمي ووضع آليات عالية المستوى وذات جاهزية قصوى للرصد والتصدي للمخاطر السيبرانية مع الاستباق لحماية المنشآت الحيوية بصفة مستمرة وآمنة. وأكد الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حريصة على إيلاء ملف الأمن السيبراني ومكافحة الجريمة الالكترونية أهمية قصوى بما فيه إنشاء مدرسة عليا للأمن السيبراني.
توصيات الملتقى:
1-نظرا لأهمية الموضوع وحيويته يتم اقتراح ترقية الملتقى الوطني إلى ملتقى دوري للمساهمة في الاستراتيجية الوطنية في بعدها التوعوي التحسيسي.
2-ادماج مواد علمية لتنمية الوعي في مجال الامن السيبراني.
3-التأكيد على دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في ترشيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي .
4-تعزيز الامن السيبراني من خلال دور الوكالات المتخصصة للوقاية والمكافحة للجريمة الالكترونية.
5-تفعيل المواطنة الرقمية لتعزيز الامن السيبراني في اطار القيم والمصلحة الوطنية.
6- تفعيل آليات الوعي الاجتماعي وأدوار التخصصات الاجتماعية والانسانية في مجال الامن السيبراني.
7- تكييف المنظومة التشريعية للأنظمة المعلوماتية لمواكبة مجتمع الرقمنة.