مجلة جامعة الوادي

 

جامعة الوادي تستعد للانتقال إلى جامعة الجيل الرابع

 

تبرز أهمية انتقال جامعة الشهيد حمه لخضر من الجامعة الكلاسيكية التي لم تعد تساير الركب التكنولوجي والمعرفي الحديث إلى جامعة الجيل الرابع المعاصرة في كونها جامعة تستشرف المستقبل لكي تهيء لطلبتها وباحثيها الدخول السلس من خلال توفير الوسائل والظروف المناسبة للتعليم والتكوين البيداغوجي والبحث العلمي القائم على الرقمنة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة التي أضحت المقياس الحقيقي لمدى تقدم الجامعات وبالتالي انعكاس ذلك على مستوى التنمية في بلدانها.

من أجل الانتقال إلى جامعة الجيل الرابع، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتاريخ 22 ماي 2024 اختيار جامعة الوادي ضمن 16 مؤسسة جامعية أخرى للانتقال إلى جامعات الجيل الرابع (4.0) القائمة على العصرنة والتكنولوجيات الحديثة.

مدير جامعة الوادي البروفيسور عمر فرحاتي أرجع هذا الاختيار إلى إمكانيات جامعتنا وإنجازاتها المحققة في ميدان البحث العلمي وبراءات الاختراع والرقمنة وغيرها. وحسبه، فإن جامعة الجيل الرابع تتميز بعدة خصائص تجعلها مختلفة عن الجامعات التقليدية سواء من حيث حوكمتها أو من حيث التعليم المضمون الذي يمزج بين التكنولوجيات الحديثة وأساليب التعلم المرنة.

مع الدخول الجامعي 2024-2025 تشرع جامعة الوادي في التخلص التدريجي من واقعها البيداغوجي والتعليمي الكلاسيكي والدخول المرن إلى جامعة الجيل الرابع حيث شكل مدير الجامعة لهذا الغرض لجنة رفيعة لتجسيدها. وقد تم اختيار مدرجات وقاعات دراسية تشكل فضاءات ذكية لتكون النواة الأولى لجامعة الجيل الرابع على أن يتم تزويدها بالتجهيزات الملائمة لسيرها مثل السبورات الذكية التفاعلية ونظام التعرف على الوجه للولوج إلى قاعات الأعمال الموجهة والأعمال التطبيقية والشباك الموحد المرتبط بالنظام المعلوماتي المدمج (بروغرس) وبطاقة الطالب المتعدد الخدمات.

وحسب التعليمة الوزارية الصدارة عن الأمانة العامة للوزارة بتاريخ 21 ماي 2024 فإن اكتمال النظام البيئي الجديد لجامعات الجيل الرابع يقتضي إرفاقه بتحسين جودة التعليم المتميز بالمرونة والإبداع والابتكار من خلال تلقين ثقافة المقاولاتية للطلبة على نحو يؤدي إلى بعث المؤسسات الناشئة والمصغرة داخل الفضاءات الجامعية. وشددت التعليمة على أن الوزارة تطمح إلى تحقيق التكامل بين النمط البيداغوجي لجامعة الجيل الرابع والجامعة المقاولاتية التي ترتكز حوكمتها على روح المؤسسة الممونة ذاتيا من خلال تقديم براءات الاختراع وتنفيذ عقود البحث التطويري والتكوين لفائدة الشركات في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص وطنية أو أجنبية وإنشاء مؤسسات فرعية ومكاتب دراسات والتفاعل والانفتاح من خلال البرامج الدولية والتوأمة.

جامعات الجيل الرابع

 إعداد: د. شعيب الأبيض

جامعات الجيل الرابع هي مؤسسات تعليمية متقدمة تسعى لتجاوز الأدوار التقليدية للجامعات، التي كانت تركز أساساً على التعليم والبحث. تهدف جامعات الجيل الرابع إلى المساهمة بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال الاختراع و الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال. تعتمد هذه الجامعات على دمج التكنولوجيا في جميع جوانب التعليم، مما يتيح للطلاب الوصول إلى المعرفة بشكل أسرع وأكثر فعالية، وتطوير مهاراتهم العقلية والإبداعية.

أهداف جامعات الجيل الرابع

-تعزيز التعليم المبتكر: تطوير مناهج تعليمية تعتمد على التكنولوجيا والتفاعل النشط.

-التمويل الذاتي: إقامة عقود تمويلية مع الشركاء الاقتصاديين في إطار البحث والتطوير والتكوين.

-تطوير الطلاب بشكل شامل: تنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، وتعزيز القدرات العقلية والاجتماعية.

-البحث العلمي والتكنولوجيا: الاستثمار في الأبحاث العلمية والتكنولوجية التي تلبي احتياجات السوق.

-الارتباط بسوق العمل: تقديم برامج تعليمية تتوافق مع متطلبات سوق العمل الحديثة.

-التواصل الدولي: تبني أساليب التعليم العالمية، وتنظيم المؤتمرات وورش العمل الدولية.

طرق تحقيق أهداف جامعات الجيل الرابع

-دمج التكنولوجيا في التعليم: استخدام الأجهزة الذكية والتطبيقات والمنصات التعليمية الحديثة.

-تنظيم الأنشطة العملية والمشاريع البحثية: تشجيع الطلاب على المشاركة في المناقشات وورش العمل والمسابقات.

-تعزيز التعليم العالمي: إقامة شراكات مع جامعات ومؤسسات تعليمية دولية، وتنظيم فعاليات دولية.

-تقديم برامج تعليمية متطورة: تصميم مناهج تلبي احتياجات العصر وسوق العمل.

تطوير البنية التحتية: بناء مرافق حديثة تدعم البحث العلمي والتعليم المتقدم.

أهمية جامعات الجيل الرابع

-تحسين جودة التعليم: تقديم تعليم عالي الجودة يمكن الطلاب من المنافسة في السوق العالمي.

-تطوير الابتكار: تعزيز روح المبادرة والابتكار والاختراع لدى الطلاب.

-المساهمة في التنمية الاقتصادية: توفير خريجين مؤهلين يساهمون في نمو الاقتصاد.

-توسيع الآفاق الثقافية والاجتماعية: تعزيز التفاعل مع الثقافات المختلفة وتنمية القدرات الاجتماعية للطلاب.

-دعم البحث العلمي: توفير بيئة داعمة للأبحاث العلمية التي تساهم في حل المشكلات المعاصرة.

أمثلة عن جامعات الجيل الرابع

-جامعة هارفارد: تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة في التعليم والبحث، وتوفر بيئة داعمة للابتكار وريادة الأعمال.

-جامعة ستانفورد: معروفة بتركيزها على الابتكار والتكنولوجيا، وتساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية من خلال ريادة الأعمال.

-جامعة أكسفورد: تجمع بين التعليم التقليدي واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتقدم برامج تعليمية عالمية المستوى.

-جامعة كامبريدج: تستثمر بشكل كبير في البحث العلمي وتكنولوجيا التعليم، وتوفر بيئة تعليمية مبتكرة.

-معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT): يعتبر نموذجاً لجامعات الجيل الرابع بفضل تركيزه على التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي المتقدم.

وهكذا، يتبين بأن انتقال جامعتنا إلى جامعة الجيل الرابع حتمية لا مناص منها باعتبارها خطوة هامة نحو تطوير التعليم العالي ليكون أكثر ملاءمة لمتطلبات العصر الحديث من خلال التركيز على التكنولوجيا والابتكار والاختراع وريادة الأعمال والبحث العلمي حتى تسهم جامعة الجيل الرابع في إعداد خريجين مؤهلين للمنافسة في سوق العمل العالمي والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

إن الانتقال إلى جامعة الجيل الرابع يمثل تحولاً جذرياً في جميع النواحي الأكاديمية والإدارية. سيساهم هذا التحول في تحسين جودة التعليم من خلال دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، مما يتيح للطلاب الوصول إلى مصادر المعرفة بشكل أسرع وأكثر فعالية. بالإضافة إلى ذلك، ستساهم الشراكات مع الشركاء الاقتصاديين في التمويل الذاتي للجامعة وتسهل ربط التعليم بسوق العمل، مما يضمن تخرج طلاب مؤهلين وقادرين على تلبية متطلبات العصر.

لقد أثبتت جامعة الوادي نجاحها في مشروع الوزير المؤطر تحت القرار 1275، الذي يهدف إلى دفع الطلاب نحو الابتكار والاختراع والفكر المقاولاتي. وأنا على يقين بأن هذا الانتقال سيكون ناجحاً بتوفيق الله وبفضل القيادة الراشدة والطاقات الكامنة في الجامعة. هذا المشروع سيكون له أثر إيجابي كبير على جامعة الوادي بصفة خاصة وعلى الجامعة الجزائرية بصفة عامة. من خلال تحسين جودة التعليم العالي وتقديم برامج تعليمية متطورة تتماشى مع احتياجات السوق، ستصبح جامعة الوادي نموذجاً يحتذى به في مجال التعليم العالي. هذه الخطوة تمثل بداية جديدة نحو مستقبل تعليمي مشرق، يعزز الابتكار والتطور، ويرفع من مكانة الجامعة على الصعيدين المحلي والدولي.

واغتنم فرصة إعداد هذا الملف للمجلة الإعلامية لجامعة الوادي لأعبر عن خالص الشكر والتقدير لمدير جامعة الوادي، البروفيسور عمر فرحاتي، وطاقمه الإداري على جهودهم الكبيرة في تميز الجامعة، مما أوصلنا اليوم لاختيارها كمشروع جامعة الجيل الرابع. هذه الخطوة ستحدث نقلة نوعية في جودة التعليم من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وتفعيل الشراكات مع الشركاء الاقتصاديين في المشاريع الابتكارية والبحثية.